مرض الجرب: الأعراض والعلاج

مرض الجرب الجلدي: الأسباب، الأعراض، والعلاج، وأهم النصائح للوقاية منه

الجرب هو مرض جلدي معدٍ يسببه نوع من العث يسمى ساركوبيس سكابي (Sarcoptes scabiei)، الذي يعيش تحت الجلد ويسبب التهيج والحكة المستمرة. يعد هذا المرض من الأمراض الجلدية المنتشرة والتي يصاب بها الأشخاص في مختلف الأعمار والمناطق الجغرافية. في هذا المقال، سنتناول جميع جوانب مرض الجرب من حيث الأعراض، الأسباب، كيفية الانتقال، طرق التشخيص، العلاجات المتاحة، وأهم النصائح للوقاية منه.

ما هو الجرب الجلدي؟

الجرب هو اضطراب جلدي ناتج عن الإصابة بعث الجرب، الذي يدخل تحت الجلد ويسبب التهابات وحكة شديدة. يتكاثر العث في طبقات الجلد العليا، حيث يضع بيضه الذي يتحول إلى يرقات، مما يؤدي إلى تفاعل التهابي يسبب الحكة الشديدة. تختلف الأعراض بين المصابين، لكنها غالبًا ما تتضمن طفحًا جلديًا وتهيجًا، مما يجعل الشخص المصاب يشعر بعدم الراحة.

أسباب مرض الجرب

يحدث مرض الجرب نتيجة للعدوى بعث الجرب، الذي ينتمي إلى فصيلة العث. يتم انتقال العث من شخص لآخر بشكل رئيسي من خلال الاتصال الجسدي المباشر مع شخص مصاب، وهو السبب الأكثر شيوعًا لانتشار المرض في التجمعات السكانية التي تكون فيها اللمسات الجسدية متكررة، مثل الأسر، دور الرعاية، والمدارس.

يمكن أيضًا أن ينتقل الجرب عبر ملامسة الملابس أو الفراش الملوث بالعث، وهو أمر نادر نسبيًا، ولكنه ممكن، خاصة في البيئات المزدحمة. يجدر بالذكر أن العث لا يطير أو يقفز، بل يتحرك فقط عبر الاتصال المباشر أو من خلال الأسطح الملوثة.

أعراض مرض الجرب

تبدأ أعراض الجرب عادة بعد فترة حضانة تتراوح بين أسبوع إلى أسبوعين من التعرض للعدوى. تتضمن الأعراض الأكثر شيوعًا ما يلي:

1. الحكة الشديدة: تعد الحكة من أبرز الأعراض المميزة لمرض الجرب، وتزداد شدتها ليلاً. تسبب الحكة تهيجًا دائمًا في الجلد، مما يؤدي إلى الخدش المستمر الذي يزيد من تدهور الحالة.

2. الطفح الجلدي: يظهر الطفح عادة على شكل بثور صغيرة، قشور، أو بثور مليئة بالسوائل على سطح الجلد. قد يظهر الطفح في مناطق معينة من الجسم مثل بين الأصابع، أسفل المعصمين، منطقة الأعضاء التناسلية، وحول الإبطين.

3. الاحمرار والتهيج: في حالة الخدش المتكرر، قد يظهر الاحمرار والتهيج في الجلد مع جروح قد تؤدي إلى التهابات ثانوية.

4. التقرحات: قد تتطور التقرحات نتيجة للخدش المستمر، مما يعرض الجلد للعدوى البكتيرية.

5. الجروح الصغيرة: يظهر أحيانًا أثر للحفر الصغيرة في الجلد نتيجة تحرك العث تحت الجلد.

كيف ينتقل الجرب؟

الجرب مرض معدٍ ينتقل بشكل رئيسي عبر الاتصال المباشر المستمر مع شخص مصاب. ينتقل العث من شخص لآخر عندما يتلامس الشخص المصاب مع شخص آخر لفترة طويلة، مثل العناق أو الملامسة الجنسية. كما يمكن أن ينتقل الجرب عبر ملامسة الأسطح الملوثة مثل الملابس أو الأغطية أو المناشف.

تشخيص مرض الجرب

يتم تشخيص الجرب من خلال تقييم الأعراض والفحص الجلدي. عادةً ما يقوم الطبيب بإجراء فحص سريري للبحث عن علامات الطفح الجلدي المميزة وأماكن الحفر الصغيرة التي تدل على وجود العث تحت الجلد. في بعض الحالات، قد يحتاج الطبيب إلى أخذ عينة صغيرة من الجلد (خزعة) تحت المجهر لفحصها والتأكد من وجود العث أو البيض.

علاج الجرب

يبدأ العلاج عادة باستخدام مستحضرات طبية موضعية تكون فعالة ضد العث. تشمل العلاجات المتاحة ما يلي:

1. الأدوية الموضعية: مثل الكريمات أو المراهم التي تحتوي على بيرميثرين أو بنزيل بنزوات، والتي تقتل العث. يتم تطبيق هذه الكريمات أو المراهم على الجلد بالكامل، بما في ذلك المناطق التي لا يظهر عليها الطفح الجلدي.

2. الأدوية الفموية: في بعض الحالات، قد يوصي الطبيب باستخدام أدوية فموية مثل الإيفرمكتين، التي تقتل العث وتوقف تكاثره. هذا العلاج يكون عادةً مخصصًا للحالات الشديدة أو عندما لا تستجيب الأدوية الموضعية.

3. الأدوية المضادة للبكتيريا: إذا حدثت إصابة بكتيرية نتيجة للخدش المستمر، فقد يصف الطبيب مضادًا للبكتيريا لعلاج العدوى.

4. العلاج بالحرارة: في بعض الحالات، يمكن استخدام العلاج الحراري (عن طريق الاستحمام في الماء الساخن أو استخدام أكياس تدفئة) لقتل العث في الملابس والمفروشات.

من المهم أن يتم علاج جميع أفراد الأسرة أو الأشخاص الذين تلامسوا مع المصاب بشكل مباشر لتقليل خطر إعادة العدوى.

النصائح للوقاية من الجرب

1. تجنب الاتصال المباشر مع الأشخاص المصابين: إذا كنت تعرف أن شخصًا ما مصاب بالجرب، يجب تجنب الاتصال الجسدي المباشر معه حتى يتم معالجته.

2. غسل الملابس والفراش: يجب غسل الملابس والمناشف وأغطية الأسرة التي تعرضت للتلامس مع المصاب بالماء الساخن، كما يُفضل تجفيفها في مجفف حراري على درجة حرارة عالية.

3. تجنب المشاركة في الأدوات الشخصية: لا ينبغي للمرء أن يشارك أدواته الشخصية مثل المناشف، والملابس الداخلية، والفراش مع الآخرين، خاصة إذا كان هناك شك في إصابة أحدهم بالجرب.

4. مراقبة الأعراض مبكرًا: في حال ظهور أي أعراض مثل الحكة أو الطفح الجلدي، يجب استشارة الطبيب فورًا للحصول على التشخيص والعلاج المناسب.

5. الاهتمام بالنظافة الشخصية: الحفاظ على نظافة الجسم والملابس يمكن أن يساعد في تقليل فرصة انتشار العدوى.

هل يمكن للجرب أن يعود؟

من الممكن أن يعود الجرب بعد العلاج إذا لم يتم اتخاذ الاحتياطات اللازمة للوقاية من إعادة العدوى. من الضروري أن يتم علاج جميع الأشخاص المخالطين للمصاب وتطهير البيئة المحيطة بالمريض بشكل جيد للحد من فرص الإصابة مرة أخرى.

متى يجب زيارة الطبيب؟

يجب على الشخص زيارة الطبيب في حال ظهور أعراض الجرب مثل الحكة المستمرة والطفح الجلدي، أو في حال تفاقمت الحالة ولم تتحسن بعد استخدام الأدوية الموضعية. كذلك، يجب استشارة الطبيب إذا كانت هناك علامات لحدوث مضاعفات مثل العدوى البكتيرية الثانوية أو إذا كانت الأعراض مستمرة رغم العلاج.

الختام

مرض الجرب الجلدي هو حالة جلدية مزعجة ومعدية، ولكنه قابل للعلاج باستخدام الأدوية الموضعية أو الفموية المناسبة. الوقاية من المرض تشمل تجنب الاتصال المباشر مع الأشخاص المصابين، العناية بالنظافة الشخصية، وتنظيف الملابس والمفروشات بشكل دوري. في حالة الشك في الإصابة، يجب استشارة الطبيب فورًا للتشخيص المبكر والعلاج المناسب.